تتميز ولاية تطاوين بطابع تاريخي جعلها قبلة للسواح الاجانب و المستكشفين السياحيين و يتجلى هذا في القصور الصحراوية التي تمثل اهم معلم اثري بالولاية اذ تعد مثالا على عرقة الفن المعماري و تفرده.كما ان هذا الابداع المعماري يحكي تاريخ معاناة البربر: فهذه القصور ليست الا ملجاء بناه البربر فرارا من حملة بني هلالوالقصر الصحراوي في العادة بناء يتألف من غرف كثيرة قد يصل عددها إلى ثلاثمائة غرفة طينية صنعت موادها الأولية مما يتوفر في البيئة المحيطة فهناك الحجارة والطين وجذوع النخل خصوصا لصنع الأبواب ولسقف الغرف المحنية السطوح، ويبدأ القصر أولا بمدخل رئيسي يقود إلى ساحة أو ساحتين فيما تتوزع الغرف على كل الجوانب فوق بعضها وغالبا تشكل ثلاثة أو أربعة طوابق وتربط بينها في العادة مدارج صغيرة ضيقة أغلبها من عيدان الزيتون وخشبه القوي وقد ثبتت على الجدران حتى يتسلق عليها حارس القصر أو أصحابه، وفي أيام المواسم الخصبة تصبح ساحة القصر مرتعا للأفراح والاستماع إلى الأشعار أو التمتع ببعض الألعاب.
وقد بدأت القصور منذ
نهاية القرن الماضي ومع التطورات الحديثة بفقد دورها الرئيسي ولكنها مع وصول
الاستعمار الفرنسي عام 1883 ومع انتفاضة الجنوب الكبرى ضده عام 1914 غدت موئلا
لتجمع الثوار ولتخزين الذخيرة والمؤن للثائرين وهذا ما نبه الفرنسيين ليصبوا عليها
حمم مدافعهم كما حصل في قصر الزهراء وأولاد سلطان.. أما اليوم فقد أصبحت القصور
مركزا يستقطب آلاف السياح يوميا ونقطة ارتكاز هامة للسياحة الصحراوية وقد جعل منها
المهرجان الدولي للقصور الصحراوية قطب السياحة في الجنوب التونسي.
ويعد المهرجان الدولي
للقصور الصحراوية أهم مناسبة ثقافية بالمنطقة وهو تظاهرة تلتئم في شهر مارس/ آذار
من كل سنة وتدوم ثلاثة أيام، تعرف بعادات وتقاليد أبناء الجنوب التونسي. ويقوم
السياح خلال أيام المهرجان بجولات سياحية عديدة تمكنهم من الإطلاع على مخزون
تطاوين وما حولها من مدن وقرى. ويستمتع السياح بمشاهدة ما تحفل به المنطقة من
معمار فريد متميز.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire